إسدال الستار عن أشغال الملتقى التاسع: الخطاب المسجدي
أسدل الستار ظهيرة البارحة الخميس 14 شوال 1444هـ الموافق 4 ماي 2023م عن أشغال الملتقى الوطني التاسع المعنون بـ: الخطاب المسجدي في وادي سوف وما جاورها من 1962 إلى 2022م المنظم من قبل كلية العلوم الإسلامية بالتعاون مع مخبر إسهامات علماء الجزائر في إثراء العلوم الإسلامية بجامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي.
انطلقت الأشغال صبيحة الأربعاء بحضور مكثف من الأساتذة والطلاب وعمداء الكليات وشيوخ الزوايا وضيوف الشرف من الأساتذة الباحثين يتقدمهم نائب مدير الجامعة للدراسات وإطارات الكلية، حيث استهل عريف الجلسة د. عبد الغني حوبة جلسة الافتتاح بالترحيب بجميع الحاضرين، والتوجيه لفقرات الجلسة ابتداء من تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم من قبل الطالب القارئ عبد الحق حميداتو، ثم الاستماع للسلام الوطني الجزائري. وجاءت بعدها كلمة مدير الملتقى د. علي خضرة حيث عرف بأهمية الموضوع ومحاوره الأساسية ومجريات استقبال الأعمال العلمية وتقييمها وصولا هذه اللحظة التي نستعد فيها لعرض خلاصة ما انتهت إليه تلك البحوث من نتائج وتوصيات، كما قدم واجب الشكر لكل من أسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في سبيل إنجاح هذا الملتقى.
ثم وجهت الكلمة لرئيس الملتقى عميد الكلية أ.د. إبراهيم رحماني الذي استهل كلمته بالترحيب بكل الحاضرين وعلى وجه الخصوص ضيوف الشرف من خارج المؤسسة ومن داخلها، ووجه حديثه انطلاقا من عنوان الملتقى منبها إلى وجود خطابات مسجدية متنوعة، والحكمة تقتضي حسن التعامل مع هذا التنوع بما يخدم قيم المجتمع وثوابته، وأن هناك تحديات كبرى تواجه الخطاب المسجدي لعل أبرزها ما تثيره العولمة المعاصرة بمختلف وسائلها حيث تلقي في روع الناس أن هذا العصر هو عصر التكتلات الاقتصادية والسياسية، والصفقات الكبرى، والسيطرة، والمتعة، والشهرة... إلخ، ومن ثم فالحديث عن القيم والمبادئ لا مجال له ولم يعد له جدوى؛ مما يجعل مهمة الخطاب المسجدي صعبة في تصحيح المفاهيم وتوجيه الناس إلى تعديل سلوكاتهم وفق مقتضيات ديننا الحنيف. وانتهى إلى التأكيد على ضرورة الصبر والتعاون والتكامل ولين الجانب والجنوح إلى الحكمة والإيجابية في التعامل مع مختلف المشكلات المواجهة حتى نحافظ على مكتسبات أمانة الشهداء ونرتقي إلى المستوى العالي الذي يريده الإسلام منا.
وجاءت الكلمة الثالثة للسيد مدير الجامعة ألقاها بالنيابة عنه أ.د. بشير مناعي حيث شكر الحاضرين، ونبه إلى أهمية هذا النشاط العلمي، وأعطى إشارة الانطلاق الرسمي لأعماله متمنيا التوفيق والسداد.
وكانت فاتحة الأعمال الاستماع إلى المحاضرة الافتتاحية المعنونة بـ: الخطاب المسجدي وأمن النسيج المجتمعي: تفتح ومعالجة قدمها الأستاذ الدكتور محمد سنيني من جامعة الجزائر1 وعضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف؛ حيث ركّز فيها على ضرورة التكوين النوعي لمن يتولى الخطاب المسجدي، وأن يراعي في مهامه عدة ضوابط تضمن المحافظة على أمن المجتمع وتماسكه والتفافه حول قيمه وأهدافه.
أما الفقرة الأخيرة فكانت للتكريمات؛ حيث تولى نائب مدير الجامعة رفقة عميد الكلية ومدير الملتقى تكريم الشيخ الإمام حمد توبة (مواليد 1932م) والشيخ الإمام مبروك عواج الشامسي (مواليد 1934م) لما قدّماه من خدمات جليلة للخطاب المسجدي بالمنطقة امتد لعقود من الزمن، وأثمر نتائج طيبة امتد صداها وعم نفعها وانتشر خيرها. وكان التكريم عبارة عن برنس الكلية ووسام خدمة الدعوة الإسلامية، وشهادة شرفية، وبعض الهدايا الرمزية، وقدم بالمناسبة الشيخان كلمتان موجزتان تشجيعا للطلبة والأساتذة وشكرا للجامعة والكلية على هذه المبادرة الطيبة.
وهكذا انتهت مراسيم الافتتاح ليشرع في تتبع المحاضرات المبرمجة لجلسات الملتقى، التي تشترك في الانطلاق من نقطة اعتبار المسجد المؤسسة الأكثر قربا من المسلم؛ يتردد عليها بشكل يومي، يدخل محرابها بقلبه قبل جسده، ويتلقى فيها جرعات من التوجيه والإفادة لإصلاح حاله ومآله. أن منطقة وادي سوف عرفت منذ القدم بالتدين والثقافة والعلم والجهاد، وقد كان المسجد حاضرا في جميع مشاهد تطور المجتمع السوفي من خلال جهود أئمة ومرشدين سواء في التعليم القرآني، أو الوعظ الديني، أو الإصلاح المجتمعي، أو التوعية الوطنية... إلخ. وهذا الرصيد في الخطاب المسجدي يقتضي منا الوقوف عنده والإشادة به وحسن استثماره في توجيه الخطاب الديني المسجدي بما يمكنه من مواجهة التحديات المعاصرة، ويرفع من مستوى أدائه ليسهم بشكل أكثر فعالية في خدمة المجتمع وأمنه واستقراره.ولعل أهم ما يهدف إليه هذا الملتقى هو الوقوف عند الشخصيات النموذجية المؤطرة للخطاب المسجدي بالمنطقة، والاستفادة من رصيد التميز في الخطاب المسجدي بالمنطقة، ومعرفة ملامح التنوع وأساليب معالجة المشكلات، وكذا إثراء ونقد بعض مظاهر القصور في الخطاب المسجدي، واقتراح تفعيل وتطوير الخطاب المسجدي بما يضمن تحقيق الأمن والانسجام المجتمعي.وتوزعت الأعمال عبر أربعة محاور، كان أولها: المسجد في الإسلام : المؤسسة والرسالة، والثاني: أعلام الخطاب المسجدي في منطقة وادي سوف 1962- 2022، والثالث: قضايا الخطاب المسجدي في منطقة وادي سوف 1962- 2022، والرابع: آفاق تطوير الخطاب المسجدي في منطقة وادي سوف في ضوء تحديات العصر.
الجلسة العلمية الأولى: برئاسة د. محمد الصديق قادري (جامعة الوادي) وفيها:
* دور النخبة في تفعيل رسالة المسجد – مسجد عمر ابن الخطاب بوادي سوف أنموذجا. تقديم أ.د. عبد القادر مهاوات (جامعة الوادي)
* المسجد ودوره في تحقيق الأمن المجتمعي. تقديم أ. جمال غول (مفتش التوجيه الديني والتعليم القرآني – الجزائر – طالب دكتوراه بجامعة وهران)
* واقع ومتطلّبات الخطاب المسجديّ بالوادي بعد أحداث 5 أكتوبر1988م. تقديم د. علي زواري أحمد (جامعة الوادي)
* القصور في الخطاب المسجدي المعاصر وسبل النهوض به أ.د. يوسف عبد اللاوي (جامعة الوادي)
الجلسة العلمية الثانية: برئاسة أ.د. خريف زتون (جامعة الوادي) وفيها:
* خصوصية الخطاب المسجدي. تقديم د. فهيمة بن عثمان (جامعة الوادي)
* رسالة المسجد- الواقع والمأمول- تقديم أ.د. حياة عبيد (جامعة الوادي)
* المقاصد التربوية لرسالة المسجد. تقديم د. التجاني عاد (جامعة الوادي)
* التكوين والتأهيل ودورهما في جودة الخطاب المسجدي. تقديم د. محمد الصديق قادري (جامعة الوادي)
* آليات تطوير الخطاب المسجدي وإشكالات معالجة قضايا الواقع. تقديم د. مليكة زيد (جامعة الوادي)
الجلسة العلمية الثالثة: برئاسة د. علي خضرة (جامعة الوادي) وفيها:
* الخطاب المسجدي وأليات تطويره. تقديم د. محمد السعيد فرحات (جامعة الوادي)
* وسائل الارتقاء بالخطاب المسجدي في وادي سوف- خطبة الجمعة أنموذجا -. تقديم د.عبد الغني حوبة (جامعة الوادي)
* الخِطَابُ الْمَسْجِدِيّ فِي وَادِي سُوف - مُعِيقَات التَّأثير وسُبُل التّطوِير -. تقديم د. إلياس تامة (جامعة الوادي)
* الفكر العقدي ودوره في تطوير الخطاب المسجدي. تقديم د. محمد عمارة (جامعة الوادي)
* الشَّيخ محمَّد شادو وجهوده في الخطاب المسجدي والتَّعليم القرآني بوادي سوف. تقديم د.العيد بلالي (جامعة الوادي)
الجلسة العلمية الرابعة: برئاسة د. فهيمة بن عثمان (جامعة الوادي)، وفيها:
* الخطاب المسجدي لعلماء جمعية العلماء المسلمين - محمد الصالح قديري أنموذجا. تقديم: د. مختار قديري (جامعة الوادي)
* جهود علماء سوف في المحافظة على المرجعية الدينية الشيخ الأمين غمام عمارة أنموذجا. تقديم د. أحمد غمام عمارة (جامعة الوادي)
* الشيخ مبروك الشامسي وجهوده في مجال الخطابة المسجدية في منطقة وادي سوف. تقديم ط.د. الزازية خذيري (جامعة الوادي)
* الشيخ عبد الوهاب ميسة ودوره الدعوي. تقديم د. أحمد عامر باي (جامعة الوادي)
* الشيخ الهاشمي جاب الله، الخطابة بين منبرين،تجربة أربعين سنة (1981-2020). تقديم د. علي خضرة (جامعة الوادي).
ورشة طلبة الدكتوراه: بإدارة وإشراف أ.د. محمد سنيني (جامعة الجزائر1)، وتم عرض البحوث الآتية:
* ملامح الإسهامات المسجدية في تحقيق مستويات الأمن المجتمعي في ولاية الوادي. تقديم: ط.د. صلاح الدين خنوفة (جامعة الوادي)
* مظاهر إسهام مؤسسة المسجد في تحقيق الأمن المجتمعي. تقديم: ط.د. وليد عروسي (جامعة الوادي)
* أهمية الرسالة المسجدية في معالجة بعض المتغيرات العصرية بولاية الوادي. تقديم: ط. د. حمامة ميلودي (جامعة الوادي)
* الخطاب المسجدي ودوره في مكافحة الجريمة –انتشار الحبوب المهلوسة أنموذجا-. تقديم: ط.د. فوزي زغدي (جامعة أدرار)
* الخطاب المسجدي ودوره في تحقيق الأمن المجتمعي. تقديم: ط.د. وليد برجحان (جامعة الوادي)
* الخطاب المسجدي والإعلام الجديد... نحو تفاعل إيجابي. تقديم: ط.د. جمال بونقاب (جامعة الوادي)
* الأمن المجتمعيّ: خصائصه ومقوّماته. تقديم: ط.د. مصطفى شباح (جامعة الوادي)
* إسهام مؤسسة المسجد في تحقيق الأمن المجتمعي. تقديم: ط.د. حمزة سليمان (جامعة الوادي)
وفي ظهيرة اليوم الثاني على الساعة 13.30 جاءت جلسة الاختتام حيث نشطها الأستاذ الطاهر الأدغم تناول فيها الكلمة مدير الملتقى د. علي خضرة فشكر جميع الفاعلين في الملتقى ودعا إلى زيادة خدمة الموضوع من زوايا مختلفة، ثم أعطيت الكلمة لرئيس اللجنة العلمية للملتقى د. محمد الصديق قادري فقرأ وثيقة التوصيات وفيها:
«في يوم الخميس 14شوال 1444هـ الموافق لــ 04 ماي 2023م في قاعة الأساتذة، اجتمعت اللجنة المكلفة بصياغة التوصيات المكونة من : الدكتور قادري محمد الصديق - رئيسا (جامعة الوادي)؛ الدكتور العيد بلالي - مقررا الدكتورة فهيمة بن عثمان- عضوا(جامعة الوادي)؛ الأستاذ الدكتور حياة عبيد - عضوا (جامعة الوادي)؛ الأستاذ الدكتور أحمد سنيني- عضوا (جامعة الجزائر)؛ الأستاذ جمال غول - عضوا (مفتش التوجيه الديني والتعليم القرآني) وبعد تداول مختلف الآراء والمقترحات تم الاتفاق على التوصيات التالية:
1- الدعوة إلى تثمين شهادة الدكتوراه في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف توظيفا،ً وترقيةً، وتحسيناً للوضعية المهنية للأئمة والمرشدات، لوضع حد لهجرة الكفاءات نحو الجامعة وغيرها .
2- السعي لاستقطاب الكفاءات الجامعية إلى قطاع الشؤون الدينية والأوقاف من خلال إبرام اتفاقية تعاون بين الوصايتين دعماً لتأطير المساجد .
3- التوجيه إلى توفير إطار قانوني لدعم تكوين الأئمة والمرشدات، على غرار ما استفادت منه قطاعات أخرى، وتمكين الطلبة الجامعيين من إجراء تربصات نهاية التكوين بمؤسسات قطاع الشؤون الدينية .
4- استحداث وسام تكريمي في التظاهرات العلمية، يكرم فيها كل من كان له لمسة دعوية في المجتمع الجزائري.
5- الدعوة إلى تحيين برامج التكوين لتتماشى مع التحديات المعاصرة.
6- دعوة خطباء المساجد والمرشدات إلى مواكبة وسائل العصر الحديث استغلال فضاء وسائط التواصل الاجتماعي لبث خطبهم، ودروسهم، ونشاطاتهم المسجدية.
7- دعوة الأئمة إلى جمع وتوثيق وأرشفة خطبهم، حفاظاً عليها من الضياع وحتى تنتفع بها الأجيال.
8- توسيع النشاط المسجدي وانفتاحه على محيطه والتعاون مع فعاليات المجتمع المدني خدمة للمجتمع المسلم.
9- دعوة وسائل الإعلام المحلية والوطنية لتغطية النشاط المسجدي خاصة الخطب والدروس المسجدية.
10- ترقية الملتقى الوطني التاسع الخطاب المسجدي في وادي سوف وماجاورها إلى ملتقى دولي حول الخطاب الدعوي عموما.
11- العمل على طبع أعمال الملتقى الوطني التاسع وإصدارها في كتاب دولي محكم،أ و عدد خاص من أعداد مجلات كلية العلوم الإسلامية.
وكانت كلمة الختام لعميد الكلية أ.د. إبراهيم رحماني الذي دعا إلى مزيد من العمل للوصول إلى تنفيذ التوصيات المذكورة؛ حيث إن المألوف عند كثير من الناس ظنهم أن الملتقى ينتهي بمجرد تلاوة توصياته، والحقيقة أن العمل الجيد يدفع نحو أعمال أكثر جودة، ويفتح آفاقا أخرى لأعمال جليلة تحتاج من جميع منسوبي المؤسسة ومن المتعاملين معها لأن يجتهدوا أكثر ويتعاونوا في هذه الأعمال الصالحة خدمة للدين والوطن. وختمت الجلسة بشكر جميع الحاضرين والفاعلين في هذه المناسبة العلمية الطيبة، ورفعت الجلسة ومن خلالها الأعمال المبرمجة في هذا الملتقى على أن يتجدد اللقاء في مناسبات أخرى.